السبت 30 نوفمبر 2024

بقلم اميره الشافعي

انت في الصفحة 45 من 60 صفحات

موقع أيام نيوز


ليها
إمشي إطلعي برااااااااا براااااا وحالآ أنا مش قادر أبص في وشك قال مراد بآسي
يا مراد إسمعني علشان همس أنا مقدرش قالت ليلي بتوسل
ليصيح إطلعي بره بكرامتك بدال ماتترمي في السچن
نادي الخدم وأمرهم بإلقائها وإلقاء كل أغراضها بالشارع غير آبهين ببكائها وصياحها وإصرارها أنها بريئه وفعلت ذلك فقط من أجل همس 

الفصل الثالث والعشرون وحيده مع الذكريات
وقفت ليلي خارج الفيلا تبكي شاعره بالضياع لتحضر وداد حقيبتها الجلدية الممتلئه بأغراضها التي تناثرت أرضآوحقيبة يدها
وتناولها إياهم قائله بتأثر بصوت خاڤت سامحيني بالله عليكي أنا سبب ال حصلك أنا ال قلت لزيزي بس والله هددتني 
ليلي بضعف مسمحاكي يا وداد أنا والله كنت هقولهم بالله عليكي خدي بالك من همس ومتخليش زيزي تأذيها
أجهشت بالبكاء وأردفت أنا عملت كل ده علشانها والله علشانها
إستدارت وداد لتدخل وتركتها وسط كومه من ملابسها وأغراضها بركت علي الأرض لتضعها بالحقيبه الجلديه الكبيره وتحكم إغلاقها
همت بالإنصراف بخطوات بطيئه متثاقله ولكنها إستدارت مره أخيره للفيلا عسي أن تلمح همس
بينما صعد مراد ليقف في الشرفه وينظر عليها وهويستتر بقماش الستاره السميك
بوجه عابس حزين لتختلط عليه المشاعر حقد تعاطف كراهيه وشفقه كان مصدومآ مذهولآ لايستوعب عقله ماحدث
أتلك البريئه الرقيقه تخدعه بهذه السهولة
أهي قاسيه إلي درجة أن تجرحه وتصدمه وهو أحبها بصدق وكاد أن يواجه والده بضراوه من أجل الارتباط بها
وضع يده علي قلبه
أأنت أيها القلب تنحني لتلك الكاذبه المدعيه التي إستغلت طفله بريئه للوصول إلي أغراض دنيئه 
سارت ليلي لخطوات بحقيبتها الثقيله علي يدها الجاثم علي قلبها الجريح وهي تفكر أين تذهب في هذا الوقت تفقدت مفتاح بيتها في حقيبتها وإطمأنت لوجوده
هو وبعض الأموال داخل حقيبتها
قررت أن تذهب لمحطة القطار وحجزتذكره لمدينة المنصورة
فليس لها أقارب أو معارف بالقاهره ولكنها ترددت فالوقت متأخر وتخشي السفر ليلآ 
نظرت أمامها لتري أنوار مئذنة المسجد مضيئه وكأنها أشاره من الرحمن إليها فوجدت ساقاها متجهتان تلقائيآ تجاه المسجد
سألت سيده قابلتها عن المدخل الخاص بالنساء فدلتها السيده بإبتسامه هادئه
صعدت ليلي الدرج ودخلت المسجد وضعت حقيبة ملابسها جانبآ وظلت تحمل الحقيبه الصغيره علي كتفها
دخلت إلي المرحاض ثم توضأت ودخلت المسجد مره أخري
لم تكن قد صلت فريضة العشاء
أخذت تصلي بهدوء وكلما سجدت بثت حزنها إلي الله وهي تبكي وشكت زيزي إلي ربها وقالت بوجل وخشوع
يا رب إني أنا أشعر بالوحده أعلم يا رب أنني أخطئت وكذبت وأنت يا رب لا تحب الكاذبين
لم أنوي سوء لأحد ولم أفعل إلا من فرط حبي لهمس وإحساسي بالمسئوليه وخوفآ علي الأمانه
لكنني أقر بذنبي فأغفرلي
اللهم إني أستودعتك الصغيره الضعيفه ولا تضيع ودائعك في الأرض ولا في السماء وأنت السميع البصير
أنهت صلاتها وشعرت بالسکينه والهدوء وكأن الله قد ربط علي قلبها
هكذا هو اللجوء الصادق إلي الله وقت المحنه

يزيل الهموم ويجبر الخواطر نزلت الدرج بخطوات هادئه وهي مازالت تفكر أين تذهب
وكأن الله سبحانه وتعالى ألهمها الصواب فخطرت علي بالها الدكتوره سما 
لم تكن صديقتها بمعني الكلمه لكنها إنسانه ودوده بسيطه وقد أعلمت ليلي برقم هاتفها وطلبت منها التواصل معها أحيانآ
طلبت ليلي الرقم بيد مرتعشه ليأتيها صوت سما الحاني
أهلآ مريضتنا الحلوه لحقت أوحشك
ليلي بخجل دكتوره سما أنا أنا محتاجه مكان أبات فيه لحد الصبح علشان خاېفه أسافر دلوقتي المنصوره
تعجبت سما ولكنها قالت إنتي فين مش روحتي مع حد من عيلة الخرافي
ليلي بضعف أنا في الشارع
سما بتفهم طيب تعرفي تاخدي تاكسي وتجيلي المستشفي
بالفعل إستقلت ليلي تاكسي وعند المستشفى
اتصلت مره أخري بسما التي خرجت من المستشفي بسرعه لتقابل ليلي وتستقلا معا سيارة سما 
وتصر سما أن تصطحبها معها لمنزلها لتقضي معها ليلتها
منزل سماعباره عن شقه جميله بالمعادي قريبه من المستشفي التي تعمل فيها
لتتعرف ليلي علي أسرة سما
والدتها الدكتوره ألفت وطفله في العاشره تدعي أسيل
قالت سما بإبتسامه واسعه حظك حلو بابا مسافر في مؤتمر علشان متتحرجيش
و مافيش غيري أنا وأسيل والدكتوره الفت
الست الوالدة
دخلت سما مع والدتها لدقائق لتخبرها عن إستضافتها لصديقتها إلي الصباح
وبعدها تفهمت والدتها ورحبت بليلي كثيرا
قالت سما لليلي إتفضلي يا شمس إدخلي غيري هدومك وإرتاحي أنا وماما هنحضر العشا سوا
وأسيل هتسليكي وتساعدك
صح يا سولا 
لتتبع الصغيره ليلي التي إلتفتت لسما وقالت بهدوء
أنا إسمي ليلي علي فكره
وشمس سألت سما بتعجب 
لتقول ليلي بإبتسامه حزينه إسمي الحقيقي
ليلي
سما بمرح هنشوف الموضوع ده بعد العشا إن شاء الله
بدلت ليلي ثيابها وجلست علي فراش سما كانت تشعر بالخجل
وتخشي أن تكون تطفلت عليها ولكن لم يكن أمامها حل آخر
دخلت سما تحمل صينيه عليها الطعام وقالت لأختها الصغيره بحنان
إطلعي يا سولا إقعدي مع ماما ونامي معاها النهارده 
لتطيعها الصغيره بهدوء
وضعت سما الطعام علي منضده بحجرتها وقالت
تعالي يا شمس أقصد يا ليلي كلي أكيد جعانه
جلست ليلي معها تحاول أن تتناول بعض الطعام ولكن تفكيرها بهمس جعلها شارده
إيه الحكاية ممكن أعرف سألتها سما
وبالفعل كانت ليلي بحاجه لمن يشاركها أحزانها في تلك اللحظه
فقصت علي سما ماحدث منذ قابلت شمس الحقيقيه إلي تلك اللحظه التي تقضيها معها 
في فيلا الخرافي
بعد أن إنصرفت ليلي من أمام المنزل
وقفت سيارة ماهي أمام الفيلا لتترجل ماهي أولآ وتساعد والدتها علي الترجل من السياره
قالت ماهي بعد أن سارت للداخل قليلا
ماما باين خلصوالحفله بدري
نوال بتعجب يمكن معملوهاش أصلا يا بنتي مالحقوش
ماهي والدتها وقالت
خلاص يا مامي أنا هروح أطب علي كرم وأخده وتخرج نتعشي بره 
نوال بحنان تعالي وإطلبيه يجي
ماهي بإبتسامه هادئة لأ أنا عاوزه أعمل مفاجأه وأروح له سلميلي علي شمس
وإستدارت لتستقل سيارتها وتنصرف 
دخلت نوال لتجد شاكر وولديها يجلسون في الردهه 
وزيزي تجلس معهم ويبدو عليها الإرتياح
أخذت زيزي تقص عليها ما حدث 
وقال شاكر بضيق لولا مراد كان زمانها مرميه في السچن
همس فين سألت نوال لتجيبها زيزي بضيق آهي فوق مع بيري علي فكره أنا شاكه إن البنت دي كمان مش بنت مجدي
إخرسي قالتها نوال لزيزي ليلتفت إليها الجميع
أردفت نوال وهي تتفرس ملامح زيزي پغضب عارم البنت ال فوق دي بنت مجدي وإل طردتوها وبهدلتوها دي مش نصابه
ليلي مش نصابه فهمتو ولا لأ
مرادبحيره ليلي
أيوه ليلي ليلي علي عبد الرحمن ليلي مش نصابه ليلي عملت كده علشان همس وحكت لي من أول ما جت الفيلا وأنا ال طلبت منها متقولش حاجه فهمتم ولا لأ
ألجمت الصدمه مراد الذي جحظت عيناه
أمه تعلم ما هذا الذي يسمعه!!!!!
نهض شاكر من مقعده وصاح يعني إنتي مساعده النصابه دي تكذب علينا ليه ما قلتيش يا نوال
نوال پحده وقد نفذ صبر ها لأنك أناني يا شاكر
مبتفكرش إلا في نفسك
لأن آخر حاجه كنت هتفكر فيها مشاعر طفله يتيمه 
ليلي خدت همس وهيه أقل من تلت سنين كانت جعانه يتيمه بائسه وأمها مريضه بتحتضر
ليلي بنت صغيره لسه ما إتجوزتش بس يتيمه محبتش همس تعيش ال عاشته هيه
أخدتها ربتها وكبرتها لحد ما إنتو عرفتو طريقها 
قالت لك كده يا مراد علشان خاڤت تاخد منها همس 
ولما جت قالتلي أيوه قالتلي
نظرت لزيزي وقالت پغضب مكنش من حقك تهينيها يا زيزي
علي الأقل كنتي إحترميني وخدي رأيي في ال هتعمليه 
مرر مراد يده علي وجهه بعصبيه وقال بوجوم وحزن كان لازم تقولي يا ماما كان لازم هيه كمان تقول
نوال غاضبه كان هيطردها أبوك والبنت ممكن تتصدم وتضيع مننا أردفت بحنق ولعلمكم ليلي ما كنتش مستفيده حاجه بوجودها معانا
كانت بتدينا أكتر ما بتاخد
بتدينا خير وحب وللأسف نظرت لزيزي وأردفت
بتاخد أذي وشړ وتكبر
ليلي أطيب بنت شفتها ليلي إنسانه نقيه مش زيك يا زيزي
صړخت زيزي كفايه بقي يا طنط كفايه
شاكر پغضب أنا مش هسامحك يا نوال علي ال عملتيه
نوال بسخريه طول عمرك متكبر فظ غليظ القلب يا شاكر ولعلمك إنت السبب في ضياع مجدي ومۏته جالك يترجاك ويتحايل عليك لكن كبريائك نساك إنك أب وخذلته 
رفع شاكر يده يريد أن ېصفع نوال التي فاض بها الكيل
لكن يد مراد كانت الأسرع فدفع يد والده وقال
لأيا بابا ماما مش هتتهان في السن ده
بتقف لي يا مراد قال شاكر بعتاب
مراد بخشونه العفو يا بابا بس ماما مش صغيره علشان أسيبها تتهان
ماما كانت خاېفه علي بنت مجدي والحقيقه إنك فعلا كنت هتتطرد شم أقصد ليلي لو عرفت حقيقتها والبنت تتصدم 
في شقة سما
قصت ليلي علي سما كل ماحدث معها بالتفصيل لتندهش سما من تلك القصه العحيبه
نظرت لليلي مبتسمه وقالت كان لازم تقولي لمراد يا ليلي
ليلي بحزن صدمني قوي مراد يا دكتوره سما
سما بتفهم إنتي كمان صدمتيه يا
ليلي ويا ريت تقولي سما بس من غير دكتوره أظن إحنا قريبين لبعض وعلي فكره أنا كمان عندي سر هقولهولك
محمد بيكلمني وبيحاول يقنعني نتخطب
ليلي بإبتسامه معقول ال بتقوليه ده عمومآمحمد من أطيب الناس ال عرفتهم في العيله دي يا سما وافقي يا ريت توافقي
سما بمرح خلينا فيكي دلوقتي هقوم أعمل شاي ونمخمخ وتشوف هنعمل إيه 
حديث سما بسيط ومريح وإكتشفت ليلي أنها إنسانه راقية المشاعر متفتحة الذهن
همست سما إنتي بتحبي مراد يا ليلي
ليلي بحزن أنا مش هينفع أحب إلا همس بس ميستهلش أي حد غيرها حبي
عمل إيه مراد يا سما طردني زيه زي زيزي زي شاكر
سما بتعقل لو مراد معملش كده كان أبوه رماكي في السچن يا ليلي
وأنا شخصيآ متعاطفه مع مراد حاسه إنه إتصدم زيك
وأكتركمان
إنت كان لازم تصارحيه كانت هتفرق كتير
ليلي بحزن إل حصل حصل يا سما
وهتعملي إيه دلوقتي سألت سما
قالت ليلي بشجن هرجع بيتي وأكمل دراستي ويمكن أرجع الحضانه لو لقيت لسه ليه مكان
قالت سما لليلي إسمعي يا ليلي إنتي لازم تخرجي من شخصية شمس المقهوره المنكسره وترجعي ليلي القويه فاهمه ولا لأ
ليلي بحزن بس همس يا سما
سما بقوه همس بنتهم وهما ال هيحتجولك مش إنتي ال هتحتاجي لهم عيشي حياتك ومتستسلميش
ليلي بإبتسامه الحمدلله إني إتعرفت عليكي يا سما كأن ربنا فتح لي باب مقفول في وقت الدنيا ضايقه بيه
ما كانش نفسي تبقي همس وحيده زيي
سما بتعقل همس في وسط عيله كبيره يا ليلي جد وجده وأعمام
همس ظروفها غيرك يا حبيبتي
لمحت سما دموع ليلي الصادقه برفق تحاول منحها القوه لتصمد وتتحمل 
في فيلا الخرافي
صعدت بيري لتجد همس تحاول النزول للأسفل و آني تمنعها
فقالت بغيظ سبيها يا آني تنزل لجدتها
قالت همس ببراءة ماما جت يا طنط زيزي
لتصيح زيزي پحقد مامتك ماټت يا همس تنحني زيزي لتضع كفيها علي كتفا همس تهزها وتقول بصوت أجش كفحيف الأفعي ال كنتي بتقولي لها ماما دي نصابه وجدك طردها بره وأمك شمس ماټت فاهمه ماټت
لتصرخ الصغيره وتهرول إلي الخارج لتهبط الدرج وهي تصرخ بأعلي صوتها تنادي أمها
إلي أن إرتمت جدتها وأخبرتها بما قالته زيزي 
وهي تنتحب
 

44  45  46 

انت في الصفحة 45 من 60 صفحات