بقلم اميره الشافعي
وتبكي
ربتت نوال علي ظهرها بحنان وأخذت تهدئها ببعض كلمات
قالت همس عاوزه ماما يا تيته
نوال بحنان بالغ حاضر يا همس بس إهدي يا حبيبتي إهدي يا همس
دخل مراد من الخارج ليسمع بكاء همس ويشعر بوخزه في صدره
شعوره بالضياع لا يقل عن شعور ليلي صعدمنهار إلي غرفته
وجلس علي فراشه يمرريديه بعصبيه علي وجهه بذقنه مرات عديده وهومغمض العينين يشعر بالتوتر والحسره
بين العقل المفكر والقلب المحب
ما كانش لازم تتطردها ما كانش لازم تبقي زيك زيهم إنت خذلتها
لأ لأ لأ هيه ال خذلتني وخدعتني ليه مقالتليش ليه
كنت حاسس كانت بتخجل من كلمة حب كانت بتقول أول مره تحب كنت حاسس
لكن خدعتني لو فعلا بتحبني ما كنتش خبت عني
لأ يا مراد إنت بتبرر غلطك معاها
حبيت شمس و لقيتها ليلي لو مطردتهاش كان بابا سجنها
أنا كنت عاوزها تبعد أنا في عز الصدمه كنت خاېف عليهاااااا
حرااااااام ال أنا فيه ده ظلم
حمل هاتفه لينظر إلي صورتها التي خط عليها
ورده بين الورود
هاجمه صداع عڼيف من شدة التفكير فوضع الهاتف بجواره وبحث عن مسكن ليتناوله نهض متثاقلآ ليغلق الأضواء ويظلم الحجره ليحاول النوم
قامت سما بإيصال ليلي إلي المكان المخصص لسيارات الأجره المتهجه إلي مدينة المنصوره
ودعتها بعدما ألقت إليها ببعض النصائح لتعود ليلي إلي بيتها وبلدها مره أخري
سارت بخطوات متثاقله بعد أن فتحت البوابه الخشبيه
لتراودها الذكريات
شجرتها العتيقه بشوق وتذكرت يوم سقطت هي وهمس ليتلقاهما مراد
وفي الداخل دخلت حجرة الجده وكأنها تبحث عنها
تلك الحجره وذلك الفراش الذي تشاركته مع صغيرتها
فتحت خزانة الملابس وأخرجت ملابس همس الصغيره والمحفوظه بعنايه وعروستها القطنيه والكره التي كانت تحبها كثيرا
وضعتهم علي الفراش بعنايه وتوسدته لتحتضن تلك الأشياء الصغيره كهمس وتغمض عيناها المبللتين بدموع الإشتياق
الفصل الرابع والعشرون مواجهه
لتصرخ لأ ماما عايشه طنط زيزي كذابه ماما حبيبتي هتيجي تاني
قالت نوال بتأثر يلا يا حبيبتي هنقوم نفطر وداد جهزت الفطار
تململت همس فجذبتها نوال من يدها وأجبرتها علي دخول المرحاض والإغتسال وإصطحبتها للخارج حيث وضعت وداد طعام الإفطار علي المائده وجلس شاكر يتناول إفطاره بتجهم
إبتسم مراد لهمس التي لم تبادله الإبتسام وإكتسي وجهها بالعبوس بينما
هبط ممدوح الدرج ليجلس بجوار شقيقه يتناول إفطاره
يلا كلي يا همس قالت نوال بحنان
لتصيح همس مش عاوزه آكل أنا عاوزه ماما بس
شاكر پحده كلي يا بنت بلاش دلع
همس غاضبه
لاء إنت وحش طنط
زيزي قالت إنك طردت ماما إنت وحش وأنا مش بحبك
وإنت كمان مش بحبك قالت ذلك تخاطب مراد وأردفت وهي تبكي بمراره وخلاص هقول عمو مش هقول بابا بس هات ماما تاني
عاوزه أقول ماما بس
عاوزه أروح بيتنا ال فيه شجره واحده هوأحلي من بيتكم ال فيه شجر كتير
بس يا بنت نهرها شاكر وقد نفذ صبره وصاح
مافيش ماما فيه تيته بس يا همس فاهمه ولا لأ
لتلقي همس شوكتها أرضآ وتنهض مسرعه لتصعد إلي الجناح التي كانت تقيم فيه مع ليلي وهي تبكي وتصيح
إنتو وحشين وأكلكم وحش ماما لولو بس حلوه هيه بتأكلني أكل حلو ونعمل كيكه سوا
وبعدين هنفضل علي الحال ده كتير قالها ممدوح بآسي متعاطفآ مع الصغيره وهوينظر لوالده الذي قال بجمود الحق موش عليها الحق علي الهانم جدتها ال سمحت للنصابه تدخل البيت وتخلي البنت تتعلق بيها
نوال پحده همس
متعلقه بليلي من أول يوم شفناها يا شاكر
شاكر بجديه يومين تلاته وهتنسي دي طلعت ولا نزلت طفله ومسيرها تنسي النصابه دي
ليقول مراد بضيق طالما كانت قايله لماما تبقي مش نصابه يا بابا غلطتها إنها ماقالتش من الأول أردف وهو يقول لأمه
خدي بالك منها يا ماما لوسمحتي
حاضر يا حبيبي قالت نوال لمراد بحنان
قبل أن ينصرف مراد لعمله صعد للأعلي ودخل الجناح الذي كانت تقطن فيه ليلي
ليري همس تقف بجوار النافذه وترفع وجهها إلي السماء
بتعملي إيه يا همس
قالت بدون أن تنظرإليه بدعي ربنا يجيب لي ماما أويوديني عندها
أردفت تبكي إشمعني بيري عندها اتنين ماما طنط زيزي وآني كمان بتعلمها وتلعب معاها
وأنا يبقي معنديش ماما
بتحبيها ليه علشان هيه ماما بس
لتندفع الصغيره إليه وتتوسل بضعف
وديني عندها يا بابا ماما لولو حلوه هي بتعلمني وهيه بتأكلني وهيه حبيبتي
مراد بحنان وهمس يا ما نبهتيني يا همس ومخدتش بالي كنتي بتقولي ماما لولو كل لما أقول شمس
لمعت عيناها وقالت طب ممكن تخليني أكلمها بالتليفون
طلب همس صادف هوي في نفسه فأخرج هاتفه ليطلبها
إستيقظت ليلي علي صوت رنين الهاتف لتجد المتصل مراد
مسحت عيناها لتتأكد وقالت بغيظ
والله لو ضړبت ألف مره ما أرد عليك أبدآ
وضعت الهاتف علي الوضع الصامت وعاودت نومها
في الفيلا
نظر مراد لهمس بيأس وقال مش راضيه ترد عليه
ضربنا خمس مرات ومش راضيه ترد
أقولك سر قال بصوت منخفض كلميها من موبايل تيته نوال
لتضحك الصغيره لذلك السر وتقول همسآ حاضر
في المنصوره
تململت ليلي في فراشها بعد أن أيقظها رنين مراد
حملت الدميه وقالت بحنان صباح الخير يا ميسو يا تري غسلتي أسنانك وفطرتي
طب بتحلي الواجبات ال بديهالك
كان نفسي أبقي معاكي وإنتي رايحه المدرسه بس معاكي تيته نوال الطيبه وعمتو ماهي وكمان عموممدوح تعمدت ألا تذكرمراد فهو جرحها لقدكانت أثناء سير هاحامله متاعها بعد ما حدث من زيزي تختلس النظرات خلفها
كانت تأمل أن يلحقها ويتفاهم معها لكنه لم يفعل كيف وعدها ألا يتخلي عنها وفعل ذلك بسهوله
رنين هاتفها جعلها تفيق من شرودهانظرت لتجد نوال المتصله
السلام عليكم
ردت نوال بصوت دافئ حنون كعادتها
إزيك يا ليلي عامله ايه يا حبيبتي
ليلي بنبره حزينه الحمد لله يا طنط نوال أنا كويسه همس عامله إيه
متزعليش يا حبيبتي أنا عرفت إل حصل من زيزي
ليلي بحسره يا ريت من زيزي لوحدها
مراد معذور يا ليلي قالت نوال التي إستشفت ما تعنيه ليلي
بهتت ليلي أتعلم نوال أنها حزينه مما فعله مراد بشكل خاص
صمتت ليلي لثواني ليأتيها صوت همسها المشتاق
ماما حبيبتي تعالي خديني أنا بدور عليكي يا ماما طنط زيزي وحشه بتقول مامتك ماټت
أنتي حبيبتي يا ماما
ما ما ماما
تزلزل كيان ليلي لتشهق بالبكاء فليس لديها إجابه لهمس ظلمآ أن تجعلها تتعلق بها من جديد ليتها تنساها حتي لا تتألم
رغمآ عني حبيبتي الصغيره
رفيقة الدرب!أمك تملأها الحيره
من قال أني تركتك حبيبتي
أنتي معي في أحلامي ويقظتي
وإسألي دميتك التي تقبع
وإسألي الشجرة العتيقه كم يلتاع وجداني
لاتبكي صغيرتي وتحزني فيتصدع كياني
ليت القرار قراري فما تركتك ولولثواني
وضعت ليلي الهاتف علي الطاوله ولم ترد علي صغيرتها التي أخذت في الصړاخ والعويل ولم تعلم أنها أضرمت الحريق في قلب الصغيره الملتاع
ليملأ عويلها أركان الفيلا ويلتف الجميع حولها يحاول تهدئتها بلا طائل
ليمر أسبوع كامل كأنه الدهر علي ليلي حاولت أن تشغل حالها وتعود إلي عملها أوتستذكر دروسها
فإذا آتي المساء وأسدل ظلامه دمية همس القطنيه لتنام وهي تتخيلها صغيرتها
في شقة كرم
أضاءت ماهي بعض الشموع وإنتظرت عودة كرم وقد أعدت عشاء رومانسي وإرتدت قميص نوم باللون الأحمر ما أن سمعت صرير المفتاح في الباب
حتي إنحنت لتدخل تحت الأريكه وتختبأ تمامآ وهي تبتسم وتتخيل أن تخرج بشكل مفاجئ بعد أن يبحث عنها كرم كثيرا
ضحكت وهي تتخيل الموقف
ولكنها فزعت حينما قال كرم بصوت عالي
إتفضل يا مراد إدخل
وضعت يدها علي فمها وهمست مراد
كادت أن تبكي فكيف ستخرج الآن وهي ترتدي هذا القميص
إحمر وجهها من الخجل خوفآ أن يراها مراد
كذلك فصممت تمامآ تتحين الفرصه لتخرج بدون أن يراها شقيقها
ولسوء حظها جلس مراد في الردهه علي نفس الأريكه المريحه التي تنام هي أسفلها لتتلاحق أنفاسها پذعر
قال كرم بتعجب دي ماهي محضره العشا يا سلام وعلي ضوء الشموع كمان وأنا بقول الكهرباء قاطعه
ليضحك مراد ويقول
طب تعالي يا عم الرومانسي إقعد معايا نخلص الكلمتين علشان أسيبكم للرومانسيه
كرم بحيره وهويدور في أنحاء الشقه
ماهي يا ماهي راحت فين دي يا تري
يمكن خرجت تجيب حاجه إستني هضرب لك عليها قال مراد
ليصدر رنين هاتفها من حجرة نومهم
قال كرم لأ أكيد نزلت ونسيت الموبايل بس غريبه دي مبتنزلش من غير ما تقولي
طب يلا يا مراد هنتكلم وإحنا بنتعشي
أردف هطفي الشمع ده ويلا أقعدناكل أنا مېت من الجوع
بالفعل جلسا يتناولا الطعام بشهيه
وقال كرم وهو يلوك الطعام بفمه
بانيه وكبده وكفته الظاهر كانت عامله عزومه
مفجوع همست ماهي بغيظ
كرم بمكر يعني من
ال حكيته إنها زعلانه منك يا كبير صح
مراد بغيظ أومال يعني هتبقي فرحانه إني طردتها يا كرم بس لازم تقدر موقفي هيه كذبت عليه تخيل خدعتني ولا مره حاولت تقولي الحقيقه
كرم ضاحكآ يا عم إنت الكسبان فكر بعقلك
كنت بتحبها رغم إنها كانت متجوزه ومخلفه وفجأه تكتشف إنها بنت ما تجوزتش قبل كده ولا خلفت بس ربت البنت الصغيره وإعتبرتها بنتها
كان لازم تقولي يا كرم قال مراد
كرم وهو يضع بعض الطعام في فمه مرادبقولك إيه
من غير لف ولا دوران بتحبها ولا لأ
مراد بخفوت بتزفت أحبها خلص عاوز تقول إيه وبعدين دا منظر ماهي تعمله عشا رومانسي ناقص تاكل الصحون
كرم بجديه جعان يا عم الحمد لله إن ماهي مش هنا كانت ھټموټني من الجوع عقبال ما نقعد نطفي الشمع وأشكر فيها
قهقه عاليآ وضحك مراد أيضآ
لتصر ماهي علي أسنانها وتهمس ماشي يا كرم يا مفجوع إن ما وريتك ثم أردفت بنفس الصوت ھموت من الجوع و هيخلص الأكل كله
أنهيا طعامهما ودخل كرم ليصنع الشاي ليقدمه لمراد وقال
روح لها يا مراد إسمعها وتسمعك طنط نوال بتقول إنها إنسانه كويسه
مراد بحيره شكلي هصطدم تاني مع بابا البنت حالها يقطع القلب يا كرم
بنت مين سأل كرم
همس يا أخي قال مراد وأردف بالنسبه لليلي أنا قاصد أستني شويه لحد ما أفكر صح وهيه كمان تفكر في كل ال حصل
وجهة نظر يا مراد بس كل ال أنا متأكد منه إنك نخيت يا ميرو مش كنت بتقول بنت إيه دي ال هتشغل بال مراد الخرافي أديك طبيت
مراد بتأثر تعرف يا كرم إنها طلعت صغيره في العمر قوي أنا كمان كنت متعجب من أول ماشفتها
إزاي دخلت عليه إزاي صدقت إن الأزعه دي تبقي مرات مجدي
تثاءب كرم فنهض مراد وقال أنا ماشي
كرم بحيره خليك عندنا النهارده بات هنا
مراد ضاحكآ لأ لما ماهي تيجي إتصل كلمني
إنصرف مراد وإستدار كرم ليدخل ليتفاجئ بالأريكه تهتز
وتخرج ماهي التي تشعث شعرها من تحت الأريكه
ليقول بذهول ماهي
ماهي بملل أيوه ماهي يا كرم وسمعت كل ال قلته علي الأكل
لتقذفه بوسائد الأريكه وتصيح وهي تنظر للمائده
وكمان خلصت الأكل ومسبتليش
كرم