رواية مكتملة بقلم نورهان السيد
انت في الصفحة 1 من 28 صفحات
الفصل الأول
ينساب العقل عند مفهوم الحب أما القلب فيخضع لما يسمى بالعشق فلا قوانين محكمة .. ولا أقاويل مسطورة .. العشق يعنى الفداء والصبر وطيلة
الانتظار .. ففى حالتها هى يعنى لها العشق هذه المعانى ويساندها القدر فى بعض الخطوات .. جالسة بشرفتها فى هدوء مبجل بنسمات هواء عطرة .. تستمع لترتيل الشيخ عبد الباسط وهو يتلو
وجاءوا على قميصه بدم كڈب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون صدق الله العظيم.
سورة يوسف هى الأقرب لفؤادها كلما تصيبها الخيبة والألم تستمع لسورة يوسف .. تستفهم آياتها وتستلهم الصبر من معانيها .. جاءت والدتها وبيدها طبق به بعض الفواكه فرأت ابنتها قرة عينها تنظر من الشرفة فى تيهان تام .. وضعت كفها على رأسها فى حنو وأخرجتها من شرنقة التفكير قائلة
رمقتها غدير وتلاشت علامات الأسى من على وجهها واستبدلتها بإبتسامة ناصعة
بخير أمي .. قلقة فقط من حفلة التخرج .
التقطت حبة فراولة شديدة الإحمرار ووضعتها أمام فم والدتها لتتناولها فى حبور وطمأنتها بحديثها
ابنتك مثلما عهدت أمى قوية مثل الجبل .. ارمي حملك على ولا تقلقى .
قبلت كفها مداعبة إياه بين أصابع يدها التى أصابتها الرجفة والتوتر حين باشرت أمرها
غدير .. أشعر أن أيامى باتت معدودة ولا أريد تركك تتخبطين بمصائب الدهر بمفردك .
تنهدت غدير وسحبت نفسا طويلا ولم تلبث أن أجابتها
أطال الله عمرك أمي .. سأوافق على المقابلة بعد التخرج ها هو الأسبوع القادم .. ما رأيك بأن نذهب أنا وأنتى لخالتى إشراق توحشها قلبى هى وروميساء .
ابتسمت لها والدتها وهزت رأسها فى وفاق ثم قامت من أمامها بهدوء جلي ولكن أصابتها النوبة المتكررة فى الفترة الأخيرة فوقعت بلا انتظار على الأرضية .
سمعت غدير صوت ارتطامها فجرت من موضعها وذهبت لأمها .. باشرت فى تدليك أصابع يدها وهى تلتقط هاتفها تطلب عربة الإسعاف فى توتر وجو مشحون ككل مرة يداهمها وكأنه جديد عليها وليس وضع مطبوع منذ ۏفاة والدها ..!!
نيار .. سأذهب لزوجة عمك فاروق .. لقد مرضت مرة أخرى .. لا تنتظرني اليوم ولا تنسى ما قلته لك اتفقنا .
أشار بإيماءة رأسه إدلالا على الموافقة .. جلس مرة أخرى على موضعه المعتاد واستكمل ما كان يفعله لكن لم تهنأ سريرته بعد وقت ليس بقليل حين أتاه الاتصال الآتى
نيار أين والدك لم هاتفه مغلق !!
تنهد في ضيق وأجابها
خرج صوتها هذه المرة بنبرة تحذيرية تلقيها على مسامعه
أخبرني الحقيقة نيار أين والدك !!
أطلق زفيرا حارا كاتما ضيقه بصدره وقال
أبي هذا هو زوجك إن تناسيتى عمتى .. إن لم تصدقني فلا داع لسؤالي ثانية .. سأغلق الهاتف فورائي عمل هام .
بالفعل أغلق هاتفه بضجر وقال لروحه مستميتا
اصبر نيار .. قرب وقت انعزالك عنهم جميعا .. سأعيش بلا قواعد ولا حواظر .
ابتسم لمجرد تناوله الفكرة وهو يستثيغها بتمتع فعاد لعمله كابتا نفس بارد لوقت الحاجة .
وفى مستقطع آخر فهي تنتظر أمام باب غرفة الطوارئ ويجاورها عمها توفيق .. نظرت له وعيونها تئن من احتقان الدموع بها فسألته آسفة
أعتذر لو عطلتك عن عملك .. لكن لا أحد أستعين به غيرك بعد ۏفاة أبي .
قاطعها توفيق بصمود ونبرة صوته تفوح منها الإصرار
انتي ابنة الغالي ..
ابتسم فورا لذكراه وأردف
كان دائما يذكرك بالحسن وأنك نعمة من عند الله له فى هذه الأرض .. رغم أنه يظهر جلدا .. يعاملك بقسۏة فى بعض الأحيان .. خوفا عليك من براثين الحياة .. أراد أن يجعلك تتذوقي طعم القسۏة لتعتادي عليها لو أصابتك .. كلامه كان صائبا لكن الطريقة أكبر خطأ لكن أقسم أنه يحبك وأنك سنده الثاني فى الحياة .
شعرت بطعم المرارة على أطراف لسانها فلم ينجدها إلا خروج الطبيب يطمئنهم على والدتها
حالتها الآن مستقرة لكن لا بد من مكوثها ثلاثة أيام لنضمن استقرارها .
هزت رأسها فى خنوع بعد أن نظرت بأمل
لتوفيق .. هبط الاثنين إلى أسفل بعدما دعاها توفيق لتناول الطعام نظرا لوضوح ملامحها المرهقة فلم تستطع أن تأبي .. جلسا على كرسيين كلا منهما مقابل للآخر وطلب توفيق طعاما لهما من كافيتريا المشفي .. رمقها بتمعن وراقب خلجات وجهها الجامدة