رواية مكتملة بقلم نورهان السيد

فقال فى نفسه 
سامحك الله فاروق .
جاء الطعام لهما فسألها أن تباشر لتبتسم له بخجل وبدأت تناوله .. سألها فى غموض 
أخبرني والدك أنه يرفض العرسان المتقدمين لك حتى تنهى جامعتك .. هل هناك أحد فى حياتك غدير !
نظرت له فى ذهول فشهقت لوقوف الطعام بحلقها .. التقطت زجاجة المياه المرافقة للطعام وشربت حتى بلت جوفها الذي أصابه الجفاف بقوله .. أجابته بتمهل واضح 
نعم عمي .. هناك أحد في حياتي .
ابتسم لإجابتها وأردف متسائلا 
وهل سيتقدم قريبا أم ماذا !
لا تعلم لما يتدخل فجأه فى أمور خاصة بحياتها كتلك .. لكنها فضلت مجاورته فى الحديث لتفهم مقصده 
ظروفه لا تسمح في الوقت الحالي .
هز رأسه في تفهم وقال 
لا بد من أنك تتسائلين عن علمي بكل هذه الأمور .. ولم أتحدث معك عنها !!
استطاعت التحكم فى عضلات وجهها ألا تنقبض وانتظرت إجابته لتوضيح الأمور .. وجاءتها الإجابة فى قوله بتأثر 
أوصانى قبل ۏفاته بدقائق أن أزوجك لابني عمرو .. على شرط أن تتخرجي أولا على خير .
وقفت على حين غفلة وتفرقت حروفها پصدمة خفية .. اعتذرت منه لشعورها الذي طغا عليها بأن تكون بمفردها 
سأذهب للخارج قليلا .. شكرا لك مرة أخرى على مساعدتك عمى توفيق .
لم تسمع إجابته وتركته جالسا بمفرده يحلل تصرفاتها وردة فعلها .. بينما هي أصابها القلق الذي بدأ يلف حول صندوق حياتها .. تعلم أن حالة والدتها تتدهور .. تعلم أنه ليس هناك أحد فى حياتها .. وأخيرا تعلم حق المعرفة أنه فى قلبها لا حياتها الظاهرة للأعين المتجسسة .!!!
انتهى من عمله فتنفس الصعداء فى النهاية .. قام ووقف أمام النافذة الزجاجية الخاصة بمكتبه وأخذ يستنشق هواء يدخل لصدره فيغسله ولو للحظة من جميع مخلفات الحياة .. التقط ورقة وأخذ يكتب أحد قصائده التى كلما فاضت نفسه أخرجه فى قصيدة من روائعه .. بعد دقائق جاءه اتصال على هاتفه من والده فأجابه بسرعة .. جاءه حديثه على عجالة 
اهبط للأسفل نيار أنا أمام بوابة الشركة .. علينا أن نتحدث فى أمر هام .
عقد ما بين حاجبيه فى حيرة من أمر توفيق .. تقلب حالته فى الفترة الأخيرة يثير تسائله دائما .. وضع الهاتف فى جيب بنطاله والتقط جاكته بهدوء ثم هبط للأسفل فوجده جالسا فى سيارته .. فتح الباب وجلس بجانبه وسرعان ما تحرك توفيق بالسيارة .. سأله نيار بتخبط  
ماذا هناك أبى .. أخذتني على غفلة ولا أفهم ما يحدث الآن .. ألم تخبرني صباحا أنك لن تذهب معى للمنزل اليوم .. ما الذي جد في الأمر خلال الساعات
الماضية .. أبي هل تسمعني ..!!!
نظر نيار حوله لما توقف توفيق في أحد المناطق العشوائية .. هبط من السيارة مدققا النظر فى ملامح المكان .. قطع مداد تفكيره قول توفيق بعد أن أخذ بالسير قدما أمامه وبدأ بالحديث عندما وصل لإحدى المنازل ونيار يسير خلفه فى حيرة وعدم فهم 
هل تتذكر هذا المنزل نيار..!
سؤاله لعب على وتر حساس .. وهل له أن ينسي منزله الذي عاش فيه طفولته وأفضل ذكرياته حتى المراهقة منها ..!!!
أجابه والابتسامة أخذت تشق طريقها لثغره بعدما دخل لغرفته 
وهل أحد ينسي منشأ ولادته .
وجد الأوراق التى كتبها قديما ولم تتسنى له الفرصة لأخذها .. . نظر فى تلك الورقة بالأخص التي تحمل آخر لحظة لقاء بينهما .. تحمل أحاسيسه وهو يناشدها بألا تحذفه من قاموسها 
أعيش على الأمل وهل من باق لى سواه تجسد فى أنثي لا تدري ما أعرفه عنها لا تدرى أن عشقى لها لا يتساوى بتضحية ولو حياتي توقفت على رؤيتها لضحيت بها فى سبيل الحب لا تنسينى أمنية تمناها القلب فى عقده الثانى حين اكتمل نمو أضلعه الحامية فلا تنسينى لعلى ألقاك يوما ويذهب بأس الفراق وتحل علينا أنشودة الوفاء والجزاء .
أمسكه توفيق من ياقة جاكته ولفه تجاهه وقال 
انتبه لى نيار .
جلس على الأريكة التى أخرجت حبيبات من التراب جعلت الهواء مغبر بعض الشئ .. أخذ توفيق فى الحديث بتفقه معلوم 
عليك أن تسافر لتتمم أعمال عمرو بالخارج وهو سيأتى لهنا بدلا عنك .
سأله فى تعجب ودهشة من طلبه 
هل هناك خطبا ما لا تريد اخباري به !!
أطلق توفيق نفسا حارا جعله يفك رابطة بذلته وأجاب متأهبا 
وجدت له عروسا مناسبة .. لن يقتنع لو أخبرته إلا لو جاء ورآها .. وبالتالى لن أستطيع الاعتماد على أحد غيرك ليتمم أعماله هناك لمدة شهرين على الأكثر .
حاول أن يخفي ابتسامته وفرحته المتبجلة بأمنيته صباحا كأنها لبت ندائه وسأله بحذر 
لا مانع لدي .. متى سأسافر بدلا عنه !
الأسبوع القادم إن شاء الله .
هز نيار رأسه وتقدم لأوراقه التى يعلوها لمحة من الغبار كباقي أثاث المنزل فقال توفيق