رواية مكتملة بقلم نورهان السيد
الخير غدير .. انت ابنة أصول ولم أرى منك شړا ولا رفضا بمعروف .. قد يكون انت العوض لما عانه نيار منا جميعا ومما تلقاه من الحياة .
ابتسمت لحديثه ووقفت لما رأته يقف هو الآخر متوجها نحو السيارة ثانية ليكملا المسير .. شعرت غدير براحة مطلقة بعدما كانت تحمل عبء إنهاء تلك الزيجة وكيف تخبر عمرو الذى بات مترابطا معها بحب اتضح من نظراته لها ففهمتها كأي أنثي مرت بذلك ..
دخلت فوجدته يرن علي هاتفها وهذا اتفاقهما السري .. فتحت الباب له فوجدته يقف غارقا فى الابتسام بعبث .. رفعت حاجبيها مستنكرة قدومه في هذا التوقيت وهو الثالثة فجرا .. سألته باستغراب
لم أتيت هنا سامر .. هل جننت !!
نعم جننت .. لكن بحبك ساره .. لا أستطيع البقاء بعيدا عنك أكثر من ذلك .
احمرت وجنتيها خجلا من حديثه الصريح وقالت وهي تخفض صوتها
غادر سامر الآن .. انت جننت بالفعل .. ألم نتفق أنه ليس في الوقت الحالي سيعلم عمي ووالدك وسيضيع كل ما فعلته أنا وعمرو هباء .
احتدت نظرته لها وحذرها
نظرت له غير مصدقة أنها وافقته في عودتها معه إلي مصر ولكن عليهما إتمام زواجهما مرة أخري .. اقترب منها لما تكورت ملامحها رهبة عليه ومما هو قادم .. نظر لعينيها مباشرة كأنه يري قمرا أسودا بداخل حدقتيها وقال
أتشكين فى أني أستطيع حمايتك منهم جميعا .
هزت رأسها ادلاء بالرفض وأجابته
هل تعلمي ما أريد فعله الآن !
نظرت له مستفهمة تغير حالته وسألت وهي تضم حاجبيها
ماذا سامر !
أجابها وهو يبتسم
أن ننزل أنا وانت ذلك البحر ونداعب قدمينا بماءه كما فعلنا سابقا .
وصلا لمنزل سارة المستكن في إحدي قري محافظة أسيوط .. هبطت غدير بعدما حملت حقيبتها .. بينما اقترب عمرو من نيار ودخلوا جميعا للداخل .. تركا نيار في إحدي الغرف وخرج عمرو معها ليوضح لها معالم المنزل التي ستمكث به لفتره .. ثم قال لها قبل مغادرته
أماءت برأسها واقتربت منه قائلة
أنا خائڤة .. متي ستأتي لهنا مرة أخري .
ابتسم مطمئنا إياها وقال
أنتما هنا في مأمن .. لا تخافي سآتي علي الأكثر بعد يومين .. سأحاول انهاء بعض العقبات التي لا بد من مواجهتها وسأكون هنا .. إن أردت الارتياح فاذهبي .. هذا هو المفتاح الخاص بالمنزل ومعي نسخة منه للحاجة .
ابتسمت له في حبور وقالت
أتمني أن لا تكون مخطئا في حديثك الذي قلته لي .
نظر لعينيها لوهلة ثم أشاح نظره وقال
ثق بي .. لن تخيب ظنونك .
غادر واعدا إياها بالرجوع بعد ساعة علي الأكثر فأخذت تنظر للمنزل بوحشة .. فمن كان يدري أن حياتها ستنقلب هكذا رأسا علي عقب .. عدلت من حجابها قبل أن تطرق باب غرفته وتحاول جاهدة ظبط معدل ضربات فؤادها .. جاءها الرد منه بالدخول فسألته قائلة
هل تشعر پألم !
ضحك لسؤالها الدائم عن ألمه فقال مطمئنا إياها
انا بأفضل حال غدير .. برؤيتك دائما سأظل بأفضل حال .
رغم خجلها من حديثه إلا أنها قالت ببعض من الجدية
أليس من الجيد أن لا نتحدث في أمور لا تمت لتمريضى لك .. رجاء نيار علينا الالتزام هذه الأيام حتي تمر علي خير