رواية مكتملة بقلم نورهان السيد
قدمه وجنبه .. حاول تهدئتها قائلا بارتباك وخوف من القادم
غدير أرجوك اهدئي قليلا
قاطعته مرة أخري وهي تصرخ فيه
لا تتحدث مرة أخري .. كيف أهدأ وانت السبب في قتل عائلتي .. لم رماك القدر في طريقي مرة أخري نيار هل لأتعذب أكثر وأكثر .. ظننت أن القادم بوجودك معي أفضل .. كيف سيكون أفضل مع قاټل عائلتي .. أخبرني كيف نيار .. !!
بسخونة .. ذهب إلي باب غرفتها ودماءه تترك أثارا وراءه .. طرق الباب وهو يسمع نحيبها الذي يمزقه .. حاول التحدث متغاضيا عن آلامه بأكملها ولكن نبرته خرجت متقطعة
جلس أمام الباب واستند بظهره علي الحائط ويحاول أن يبقي مستيقظا لكن الآلام تتزايد بعنفوان فتأوه بوهن وفقد الوعي .. !!
استندت برأسها علي كتفه وغفلت بارتياح أغلب وقت الرحلة التي استغرقت سبع ساعات إلا خمس دقائق .. هزها ببطء ففتحت عينيها وقالت بصوت خفيض
أماء برأسه لها مبتسما وقال وهو يشير بيديه لمنظرها
لم أنسي بعد هيئتك بعد الاستيقاظ .
فغرت عيناها بدهشة وقالت وهي تكاد تبكي
لا تمزح سامر هل عيناي منتفختان !
ضحك بخفة علي نبرة صوتها الأقرب للأطفال وقال مازحا
قليلا .
سرعان ما ابتسمت وتنهدت بارتياح ثم سألت
هل سنقابل عمرو أولا !
اممم .
تنهدت بضيق وقالت في سرها
قلبي ينقبض لا أعلم لما .. الستر يارب .
بعد دقائق هبط الجميع من الطائرة وسرعان ما هاتفت عمرو قائلة
أنا وسامر في مصر .
انتفض من علي كرسيه في العمل وقال بدهشة
في مصر .. هل جننتما !
أجابته بيأس وهي تنظر لسامر
هز رأسه بنعم وخرج من غرفته بعدما أغلق الهاتف .. وجد توفيق قادما إليه فسأله
أين ستذهب عمرو .. تبقي ساعة علي ميعاد انتهاء العمل .
ابتسم مرتبكا وقال
صديقي بسام عاد من الامارات اليوم واتصل بي سأذهب لمقابلته أنا وأصدقائي لذا سأتأخر لبعض
هز توفيق رأسه مبتسما وتركه يذهب لوجهته .. تنفس عمرو الصعداء بوصوله لسيارته وقال بصوت حانق
غبيان .
ابتعد عن زوجتي يا فتي .
ضحكت سارة لقوله وقالت وهي ترمق عمرو بحب
رزقني الله بأخ حتي ولو كان في الرضاعة .. بدلا عن بقائي لمفردي .
ظهرت لمحة من الحزن علي وجوههم لوهلة أثرا علي حديثها .. أنهاها سامر قائلا لعمرو
تعالي نتناول الغداء ونتحدث فيما بعد .
جلسوا يتناولون الطعام وعمرو يرمقهما بسعادة وخوف في آن واحد .. قصتهما متشابكة الخيوط ويعرف حلها لكن عمها لا يدري إلا كيف يدمرهم هم الثلاثة .. انتهي وقت تناول الغداء فقال عمرو حذرا
ما سبب مجيئكما لهنا الآن .. بالطبع تعلمان لو وصل خبر زواجكما مجددا .
هزت ساره رأسها بتوافق بينما سامر شدد علي كفها وقال بقوة
لن أتركها بعد الآن .. سنحاول إنهاء كل ما يحدث .. تعب كلانا من كثرة الانصياع وراء الأوامر.
تنهد عمرو بضيق واضح وقال بأسي
شريف سيعلن الحړب علينا جميعا لذا من الأفضل لكما التمثيل بأنكما عدوين لدودين هذا أفضل للجميع حتي تمر الفترة القادمة علي خير .
هز كلا منهما رأسه وشعرا بالتسلية التي استنبطها عمرو من نظراتهما فصړخ فيهما بحدة
أنتما يا عصفورا الكناريا .. هذه حياة أو مۏت لا أعلم كيف أساعدكما للآن .. لو علم أبي حقا سيقتلني .
ربت سامر علي كفه وقال مازحا
لا تجعل قلبك كالملبن هكذا .
نظر له عمرو مندهشا من حديثه وقام من أمامهما قائلا بحنق زائد منهما
سأذهب للخارج قليلا حتي لا يطق لي عرق
بسببكما .
ضحك كلاهما علي حديثه الجاد وهنا وقع وشاح اللامبالاة الذي اعتراهما فقالت سارة بقلق
ندمت علي دخوله هذا الچحيم .. أعلم كيف يتألم لعدم عيشه حياة طبيعية الآن .
تنهد سامر بثقل وطمأنها قائلا
هو من اختار مساعدتك ساره لذا هو أخص بها .
بالخارج استند عمرو بظهره علي السيارة وأخرج هاتفه من جيب بنطاله يطمئن عليها .. ظلت ضربات قلبه تقرع كالطبول داخله وهو يتذكر قول نيار له بطلبها للزواج .. أجابته وصوتها يبدو عليه الإرهاق والتعب فسألها بقلق
غدير ما بك !
أجابته وهي تحاول أن تغير نبرتها بصعوبة بالغة
بخير لا تخف .. نيار تعب قليلا فمكثت بجانبه حتي