السبت 23 نوفمبر 2024

رواية مكتملة بقلم نورهان السيد

انت في الصفحة 7 من 28 صفحات

موقع أيام نيوز

ما حدث والذي على أثره ټوفي أبيه وأمه ولم يتبقي إلا هو .. عاد من الخارج فوجد حطام المنازل يكسو شوارع المنطقة .. بعدها جاءه خاله وأخذه معه ولم يترك له فرصة لتوديعها ولا لمعرفة حالها .. لم يعلم أنها انتظرته بقلب مراهق لم يمسسه سوء فلم يأتي لتختفي هي الاخري .. ولم تذهب لمنطقته مرة أخري وتركت نفسها للقدر يسوقها فى اتجاهاته بحرية .. !!!
جاءه اتصال فأجاب والده قائلا بقلة حيلة  
أريد البقاء بمفردي قليلا أبي .. سآتي في الصباح .
أغلق الهاتف ومدد جسده على الأريكة المملوءة بالتراب فلم يعبأ إلا أنها التى تلقت منه الكثير وستجاوره أيضا هذه الليلة .. 
أتي غدا جديد يحمل بين طياته المزيد والعديد من المواقف المعتادة والغير معتادة هي الاخري .. هكذا الحياة تسير فمن نحن لنقف في طريق مسارها .. بقي الليلة الماضية بجوارها بعدما استنفذت كل قواها في البكاء فخضعت للنوم وآثار الليلة لا تزال مطبوعة على ملامحها بقسۏة .. أصبحت يتيمة كإبن عمته .. تذكر كيف قضت عمته وزوجها نحبهما معا وتركا نيار لمفرده .. كيف أذاه هو الآخر ولم يسلم نيار منه .. شعر بالأسي حيال شعوره تجاهه وغضبه منه كأنه السبب في فقدان عمته .. وتناسي عقله أنه كان سيذهب سدي هو الآخر معهم .. يصغره بعامين ولكن لم يتوافقا أبدا .. وظل ينتظر وقت تخرج نيار حتي يعيش بمفرده أو يتزوج .. أما هو سيكمل دراسته وسيتخرج بعد عامين وسيتزوج غدير الذي تكبره بعامين فهو لا يشوبه عائبة .. يعمل ويكد ويدرس جنبا إلى ذلك فلا مانع من الزواج أيضا .. مسد على جبينها بهدوء ففتحت عينيها لتراه يتأملها بوضوح .. اعتدلت على السرير بسرعة بديهية .. انتبه لما كان يفعله فقال بعدما تنحنح 
أفضل الآن !!
هزت رأسها بلا إجابة مريحة .. استقلت لفترة منقطعة عن الحديث ثم قالت  
أريد الذهاب لأمي .
قال بهدوء  
تمت الډفنة صباح اليوم غدير .. إن أردت الذهاب الآن لا مانع لدي .
احټرقت دموعها داخل مقلتيها لكنها أبت نزولهما .. وكأن سکينة ربانية أصابتها فأجابته وهى تقوم من على السرير  
سأذهب الآن .
أماء برأسه وسار أمامها لخارج المشفي .. رأت توفيق ينتظرهما أمام الغرفة فقال لها فور رؤياها  
البقاء لله حبيبتي .. هكذا قدرها ولو تعددت الأسباب .
احتقن وجهها وشعرت بالاختناق والمرارة تأخذ مجراها لحلقها و .. لقلبها ردت عليه  
الدوام لله وحده .
أكملت السير لخارج المشفى وركبت السيارة بالخلف .. استندت برأسها على نافذة السيارة وتذكرت فجأه صوت من هتف بإسمها ثم وقعت بين يديه مغمي
عليها .. ظلت على حالة الصموت هذه حتى وصلا للمقاپر .. ارتجت أطرافها الأربعة حين دخولها ووقوفها أمام قبر أملها .. ألقت جسدها بهمدان على الأرض وقالت مؤنبة إياها بعدما فقدت ثباتها دفعة واحدة  
لم أملي .. ذهبت له وتركتيني بمفردي .. أجبرتيني على قبوله وأنا لست به راغبة .. لم أملي .. أصبحت بمفردي الآن لا قريب ولا بعيد لي بعدكما .. نسانا أهلنا كأننا خطيئة لهم .. كيف سأثق في عمرو مثلما وثقت في من قبله ووثقت فيك وخذلتيني .. آه يا أمي على فراقك 
شعرت بيد أحدهم على رأسها فالتفتت له فرأته توفيق .. اعتصر قلبه لرؤيتها فى هذا الحال فجلس بجانبها ولم يعبأ لملابسه وقال بحكمة  
لو كان المۏت يصنع شيئا لوقف مد الحياة .. ولكنه قوة ضئيلة حسيرة بجانب قوى الحياة الزاخرة الطافرة الغامرة .. من قوة الله الحي تنبثق الحياة وتنداح .. قومي بنيتي وانفضي التراب عن ملابسك وسيذهب البأس إن شاء الله .. ادعي بالرحمة فهي ما تبقت لهما .
شدت أزرها وقالت بعدما أشاحت بقايا الدموع بأسي  
أريد الذهاب للمنزل وأعتذر عن تحملك مشاكلنا وكل ما حدث .
ابتسم لها برفق وقال  
انت ابنتي كما قلت غدير .. وقريبا ستصبحين فردا من عائلتنا .
شعرت بغصة لمغزي حديثه فاستأذنت  
عمي أريد تأجيل أي حديث فى هذا الأمر لفترة قادمة .. أريد أن أرتب الآتي من حياتي فى تمهل .
أماء برأسه وخرجا من المقاپر فوجدا عمرو جالس فى السيارة منتظرا إياهما .. بعد ساعة ونصف ذهبت لمنزلها فدخلت وأغلقت الباب وراءها فشعرت بالهواء ينسحب من المنزل والټفت حولها حفنة من الذكريات .. حاولت الهرب منها بأخذ حمام بارد ينفض عنها أى أثر للليلتين السابقتين .. حاولت أن تستمد القوة فلا بد منها لمواجهة الأيام المقبلة عليها عما قريب .. ستحتاجها لا شك .. !!!
ذهب عمرو وتوفيق إلى المنزل فوجدا نيار جالس بإنتظارهما .. تعجب عمرو من وجوده فسأل بدهشة  
متي جئت إلى هنا .. وكيف تركت العمل هكذا !
وقف نيار فى مواجهته ونظر فى حدقتيه بقوة وقال  
عمرو .. ماذا يحدث هناك أريد

انت في الصفحة 7 من 28 صفحات