رواية مكتملة بقلم نورهان السيد
الآن اجابة لعدم ردك على الهاتف !!
أجابه عمرو قائلا بحيرة
هاتفي .. إنه ضائع منذ فترة .
رمقهما توفيق متخبطا بما يحدث أمامه فسأل
مستفسرا
نيار ماذا هناك !
دلك نيار على جبهته وقص ما حدث معه تلك الليلة ثم وجه حديثه لعمرو
هل لي بتفسير مقنع الآن عما حدث معي !
ارتبكت ملامح عمرو فحاول أن يظبط دفقات أنفاسه المتسارعة وأجابه فى ثبات زائف
لا أعلم .. ليس لدي تفسير لذلك حقا .
استشف نيار نبرته الصادقة التى لا تشوبها شائبة .. جلس مرة أخري بتعب واضح .. خرجت زوجة خاله هذه المرة وقالت وهى تنظر إليه باحتقار
توقف الزمن للحظة بسماع اسمها .. أسقته من حبها كؤوسا حتى أصبح متعطشا للمزيد .. نظر لهم جميعا وقال بهدوء
سأذهب أبي للخارج .. لا تنتظروا قدومي .
وصفع الباب ورائه بقوة مماثلة لشعوره تجاه زوجة خاله .. نظر توفيق لزوجته بنزق وقال
لا أعلم لما تكرهينه لهذا الحد .. هل سيصيبك الضرر لو عاملتيه كولدك .. رحمك الله فردوس وسامحيني على ما يتلقاه ابنك من بعدك .
عاد للمكان الذي قضي ليلته السابقة فيه .. وضع أمامه كيس الطعام الذي ابتاعه للعشاء .. العيش فى العراء أفضل له من العيش فى هذا المنزل الذي لا يقدره منذ خطته قدماه .. انتبه لقولها عن غدير ومشاكل عائلتها .. هل هي بالأحري نفس غدير التى يعرفها أم تشابه أسماء .. كيف لم يسأل عمرو عنها وقتها ويطلب صورتها لو كانت بحوزته .. لا بأس سيسأله فى الصباح الباكر .. غفلت عيناه قبل أن يتناول طعامه وذهب فى نوم عميق .
من المتصل !
أنا الشرطي عثمان الوكيل .. هل يمكنك المجيء آنستي لقسم .
سألته وهى مندهشة
ماذا هناك أيها الشرطي !
جاءتها الإجابة مختصرة بقوله
ستعلمين فور مجيئك لهنا آنستي .
انتفضت من على سريرها بفزع فأصابها الدوار .. دلكت جبينها على مهل وثم ذهبت لارتداء ملابسها .. وقفت تحدق لنفسها في المرآة بالزي الأسمر .. غلبتها دمعة هبطت بلا استئذان علي وجنتها فمسحتها بسرعة وهبطت للأسفل فوجدت السيارة التي طلبتها جاءت أسفل العمارة .. استقلتها بعدما طلبت منه الذهاب لعنوان المغفر الذي أعطاه لها الشرطي .. وصلت بعد ساعة فدلفت للداخل بعد أن نقطت السائق أمواله .. تفاجأت بوجود عمرو ومعه توفيق هما الآخرين وكذلك هما وكأن الأمر كان ينقصه لغزا آخر .. بعد ثوان دخل الشرطي الذى اتصل بكليهما وقام بتعريف نفسه ثم نادى الشويش بنبرة عالية بعض الشئ
بعد دقائق من الصمت أتى الملف ففتحه عثمان وكان مرافقا له شريط فيديو .. قام سريعا ووضعه فى الجهاز فعمل على وقت دخول غدير لوالدتها غرفتها في المشفي .. وتوالت مشاهد كل ما حدث بالمشفي .. كل ما يخصها هى وعمرو وتوفيق ووالدتها .. وجاء يوم الانفجار الهائل الذى دمعت عينا غدير لذكراه .. انتهى الشريط فسأل توفيق بتخبط
لم نفهم ما سبب مجيئنا إلى الآن أيها الشرطي .
خرج صوته ثابتا متزنا هذه المرة وقال
شاهدا هذه المرة بتمعن أكثر بعد إذنكم .
تنحنح الشرطي ليجذب انتبهاهم ثم سأل بنبرة خشنة
هل أحد منكم يعلم من هذا الشخص !
كان سيتحدث عمرو إلا أن توفيق ضغط على قدمه أن يصمت ففهم اشارته وضب معينه .. بخلاف غدير التي علي صوتها قائلة لعثمان بتيهان وحيرة مٹيرة
ماذا تعني .. هل .. كيف .
خرجت كلماتها متقطعة فى صدمة حقيقية فوضح الأمور المخفية وأخرجها جلية أمام عيونهم
تمت عملية البحث والتنقيب وراء سبب الانفجار .. لم يكن انفجار أنابيب أكسجين ولا أي شيء آخر .. تم إجراء مقابلات مع أهل الضحايا الآخرين ولكن ليس هناك سبب وراء حديثهم لحدوث الانفجار البته .. إلى أن توصلنا فى النهاية إلي أن هذا الشخص وباقة الورود ودخوله لدور المشفى الرابع فى هذا التوقيت لهم علاقة ببعضهم .
تخدلت مناكبها وعلت نبضاتها ولم تخفي هذه الهالات عن ملامح عمرو وتوفيق أيضا .. قالت غدير بنبرة متحشرجة
أتعني أن هذا